Wednesday, September 18, 2019

يشعر الناس بالأسف لفقدان فرصة إقامة علاقة غرامية أكثر من شعورهم بالانزعاج لفشل مساعيهم لمواعدة شخص ما

ونشرت صحيفة التايمز مقالا كتبه، روجر بويز، قال فيه إن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بحاجة إلى مساعدة نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، للنجاح في السياسة الخارجية.
يقول روجر إن "تجربتي في تغطية عمليات تبادل الأسرى خلال 15 عاما تبين لي أن روسيا هي دائما الرابح في هذه القضية".
ويضيف "ها نحن نشهد عملية أخرى هذا الشهر شملت 35 أوكرانيا بينهم مخرج سينمائي وعشرات البحارة مقابل مجموعة من الانفصاليين بينهم، فلاديمير سيماخ، قائد مجموعة موالية لروسيا في دونيتسك، وهو الذي أسقط طائرة مدينة في 2014".
ويضيف روجر أن أقارب ضحايا الطائرة الماليزية من الأستراليين والهولنديين سيكونون في غاية الغضب لأن سيماخ سيفلت من العقاب، وسيعيش بقية أيامه بمنحة روسية واسم مستعار. وسيغضب الكثير من الأوكرانيين أيضا لأن تعقبه وسجنه تطلبا جهودا كبيرة. فقد قتل أحد الجنود في الكتيبة التي ألقت عليه القبض عندما داس على لغم أرضي. وبترت ساق جندي آخر.
وتتحدث التقارير الآن عن عملية تبادل أخرى تشمل مئات السجناء الأوكرانيين والروس.
ويرى الكاتب أن هذه التحركات لها أسباب من بينها أن بوتين يسعى إلى رفع العقوبات الأوروبية عن بلاده تحت ضغط الاحتجاجات الداخلية ضد الحزب الحاكم. لكن لابد أن يقترن رفع العقوبات بتطبيع العلاقات بين موسكو وكييف.
وتتطلب عمليات تبادل الأسرى فتح القنوات غير الرسمية وبناء الثقة بين الحكومتين.
ويضيف الكاتب أن بوتين يمكنه أن يساعد ترامب بإبعاد نيكولاس مادورو عن السلطة في فنزويلا وسيظهر ترامب بذلك منتصرا ويكسب أصوات الأمريكيين من أصول لاتينية. وقد يلين ذلك موقف النظام في كوريا الشمالية. وإذا كانت عين ترامب على جائزة نوبل للسلام لعام 2020 فإنه سيوقع اتفاقا للحد من الأسلحة مع الكريملن.
"لا يمكن للرجال والنساء أن يصبحوا أصدقاء، لأن الجانب الجنسي دائما ما يعترض طريق هذه الصداقة". وردت العبارة السابقة على لسان الشخصية التي تحمل اسم هاري برنز في فيلم "وين هاري ميت سالي" (عندما التقى هاري بسالي)، وقد تفوه بها بعد لحظات قليلة من قول سالي له إنها لا تُكِنُ له سوى مشاعر الصداقة.
من جانبها، سردت سالي - ضمن الأحداث - قائمة أصدقائها الرجال، الذين لا تضمر لهم سوى مشاعر صداقة خالصة. ويتضح لنا من خلال الفيلم، أنها تؤمن بإمكانية قيام علاقة صداقة بين الرجل والمرأة، دون أن يشوب ذلك مشاعر إعجاب جنسي، لكن هاري يختلف مع ذلك بشدة. فمِنْ منهما على حق؟
يقودنا ذلك للحديث عما يُعرف بـ "خانة الصداقة"، التي تشكل إحدى العوامل التي تساعدنا على فهم ما يحدو بنا إلى مصادقة أشخاص آخرين، وتمثل عنصرا يفيدنا كذلك في التعرف على الطرق التي نحدد من خلالها ما إذا كانت هناك مشاعر اهتمام جنسية الطابع حيالنا من جانب من حولنا أم لا. ويضع المرء في هذه "الخانة" من يحبونه من طرف واحد، وذلك بفعل رفضه لمشاعر الحب هذه ورغبته في الوقت نفسه في الإبقاء على علاقة طيبة مع من يُكِنُها له.

تمثل محاولة إغواء صديق/صديقة للانخراط في علاقة رومانسية معك، أمرا ينطوي على مجازفة كما قد يعود عليك بمكافأة كذلك. ويشعر الرجال - غالبا - بانجذاب لصديقاتهم، بنسبة أكبر من تلك التي تنجذب بها النسوة إلى أصدقائهن.
وفي إحدى الدراسات، طُلِبَ من الرجال والنساء إجراء محادثة مقتضبة، على أن يحددوا بعدها مدى انجذاب كل منهم للآخر من جهة، ومدى الجاذبية التي يتصورون أنهم يتسمون بها في عيون نظرائهم من أبناء الجنس الآخر من جهة أخرى. وأظهرت النتائج أن الرجال بالغوا في مدى جاذبيتهم في عيون النسوة، بينما بخست بنات حواء من حجم انجذاب الذكور إليهن.
فضلا عن ذلك، ينزع الأشخاص الذين يرون أنهم شديدو الجاذبية، للمغالاة في افتراض كونهم محط اهتمام ذي طابع جنسي من جانب من حولهم. فقد تدفعهم ثقتهم في مدى جاذبيتهم إلى المجازفة بتكوين تصور مثل هذا. أو ربما يعتقد هؤلاء أنهم أكثر جاذبية مما هم عليه بالفعل، وهو ما يفضي إلى أن يُقابلوا بعدد أكبر من مرات الصد والرفض.
وتقول الخبيرة في علم النفس الاجتماعي أنتونيا آبي - التي تعمل باحثة في إحدى الجامعات الأمريكية وتدرس العلاقات بين البشر - إن المرء يميل إلى تصور أن شيئا ما قد حدث بالفعل بمجرد أن يتوقع حدوثه. وتوضح بالقول: "إذا اعتقدت أن شخصا ما يراك جذابا من الوجهة الجنسية؛ فإنك ستضع أي تصرف يبدر منه في هذه الخانة. فإذا مال إلى الأمام أو ضحك أو ما إلى ذلك، فستُفسر ذلك على أنه إشارة ذات طابع جنسي".
وفي المرحلة الثانية من الدراسة التي تحدثنا عنها في بداية هذه السطور، طلب الباحثون من أشخاص خارجيين لا يندرجون ضمن أفراد العينة، ملاحظة كيفية تطور الحديث بين الأشخاص الذي يجري عليهم البحث من الرجال والنساء، وتحديد مدى انجذاب كل منهم للآخر. اللافت أن "المراقبين" من الذكور اتفقوا مع تصور الطرف الذكوري في إحدى الحالات بأن السيدة التي يتحدث معها انجذبت له بقدر يفوق ذاك الذي أفصحت عنه هي نفسها.
على الجانب الآخر، رأت النساء اللاتي تولين ملاحظة المحادثة بين الطرفين، أن مشاعر الانجذاب التي نشأت بينهما كانت أقل مما هي عليه بالفعل، وهو رأي أبداه الطرف الأنثوي في ذلك الحديث. ويعني ذلك تجسيدا فعليا للاختلاف الذي كان قائما في الرأي بين هاري وسالي في الفيلم.
وقد يعود ما سبق إلى الصور النمطية القائمة لدينا بشأن الأدوار التي يُفترض أن يقوم بها كل من الذكور والإناث في سياق العلاقات العاطفية. وقد درس باحثون مثل آبي النقاشات والحوارات، التي دارت بين من يستهلون علاقة غرامية، وهي تلك التي يُطلق عليها "سيناريوهات المواعدة".
ويمكن أن تكشف هذه السيناريوهات تسلسل الأحداث الذي يقود إلى نجاح مساعي إقامة علاقة غرامية أو فشلها. وتبين في هذا السياق، أن لدينا غالبا أدوارا نحدد في أذهاننا مسبقا هوية من يُفترض أن يضطلع بها من الجنسين.
وتقول آبي: "يؤثر السياق بحق في تفاعلات مثل هذه.. فربما يكون الرجال أكثر بحثا من النساء عن إشارات تفيد بوجود إعجاب بهم، وذلك لأن الأدوار التقليدية المُتصورة للجنسين، تشير إلى أن الرجل عادة هو من يأخذ بزمام المبادرة. ومع أن ذلك يبدو تصورا عتيقا وعفا عليه الزمن في عام 2019، فإن العدد المحدود من الدراسات ذات الطابع النوعي، التي تبحث مسألة المواعدة، أشارت إلى أن الناس يميلون لمواصلة طرح موضوعات تقليدية تتناول مسائل مثل مَنْ الذي يجدر به المبادرة بطلب اللقاء الرجل أم المرأة؟ ومن منهما يتعين عليه دفع حساب المأكل أو المشرب مثلا، وأمورا من هذا القبيل. تُحجم النساء عن الفعل عادة، ويشعر الرجال بأن عليهم عبء المبادرة بالتحرك".
لكن إذا كانت العلاقات التي تقوم بين الرجال والنساء، تشهد نزوعا من جانب الذكور لأن يكونوا هم المبادرين، فما الذي يحدث في العلاقات بين المثليات؟ تبين أن "سيناريوهات المواعدة" الخاصة بهذه الفئة تركز بشكل أكبر على وجود تقارب حميمي بين طرفيها أكثر من نشوء علاقة جنسية، وذلك على عكس ما أظهرته دراسة "السيناريوهات" التي تخص المثليين الرجال.

No comments:

Post a Comment